اقتصادسلايدر الرئيسيةطنجة أصيلة

في الذكرى 18 لانطلاق “المبادرة الوطنية”.. إنجاز 572 مشروعا على مستوى عمالة طنجة-أصيلة ب213 مليون درهم

نظمت ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، اليوم الخميس بمدينة طنجة، احتفالية خاصة لتقديم حصيلة الإنجازات التي تحققت خلال المرحلة الثالثة من مسار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لاسيما لفائدة الفئات الهشة والشباب والمتمدرسين وباقي أفراد المجتمع من ساكنة حواضر وقرى عمالة طنجة-اصيلة.

بالمناسبة، أكد والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، محمد مهيدية، أن تخليد الذكرى 18 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية هو فرصة للوقوف على حصيلة الإنجازات المهمة التي تحققت في سبيل ترسيخ مسار التنمية، وكذا تمكين الشباب من فرص العمل وتحقيق مبتغاهم في بلورة مشاريع اقتصادية خاصة ومقاولات ذاتية والانخراط في محيطهم الاجتماعي والثقافي، ودعم التمدرس في العالم القروي والحد من الهدر المدرسي بالإضافة الى تحقيق العدالة المجالية.

وأضاف مهيدية، في اللقاء الذي حضره الكاتب العام لعمالة طنجة-أصيلة وأعضاء اللجنة الإقليمية واللجان المحلية للتنمية البشرية والمنتخبون ورؤساء المصالح الخارجية وهيئات المجتمع المدني، أن تخليد هذه الذكرى هو أيضا فرصة لتسليط الضوء على المشاريع المنجزة التي أولت عناية خاصة للنهوض بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، ومواكبة تطلعات الشباب والنساء في المجال الاقتصادي والتعليمي، ودعم روح المقاولة لتوفير فرص الشغل، إضافة إلى دعم فعاليات المجتمع المدني لتحقيق مشاريع تصبو إلى تعزيز الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الضرورية.

وأبرز الوالي أن نجاح الحصيلة المحققة لا يؤكد فقط نجاعة مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وأهميتها الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتربوية، وإنما يؤكد أيضا على الانخراط الكلي لكل الأطراف المؤسساتية والمنتخبة والمجتمع المدني والفعاليات الشبابية لتحقيق أهداف ومرامي ورش ملكي في غاية الأهمية، يروم بالأساس دعم الفئات الهشة والفقيرة وتوفير الخدمات الأساسية وتمكين كل أفراد المجتمع من شروط العيش الكريم والتنمية.

وتضمن برنامج الاحتفالية عرضا خاصا حول منجزات ومشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ما بين سنة 2019 و 2023، وحصيلة الإنجازات حسب البرامج، والمؤشرات المتعلقة بالبنيات التحتية الأساسية، ومشاريع مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، وتحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب ودعم الحس المقاولاتي لدى الشباب، ودعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

وفي هذا السياق، أكد رئيس القسم الاجتماعي بعمالة طنجة اصيلة محمد أمزيان، في تصريح صحفي، أن الاحتفال بالذكرى الثامنة عشرة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي اعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في ماي من سنة 2005، يمثل مناسبة لاستحضار المنجزات والمكتسبات التي تحققت بفضل المبادرة الملكية والتعبئة الاجتماعية والمدنية.

وأشار أمزيان إلى أنه تم منذ انطلاق المرحلة الثالثة للمبادرة سنة 2019 إلى سنة 2022 إنجاز ما مجموعه 572 مشروعا على مستوى عمالة طنجة-أصيلة، بغلاف مالي ناهز 213 مليون درهم، حيث تم التركيز أساسا على البرنامجين الثالث والرابع المتعلقين بتحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب والنهوض بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، إذ تمت مواكبة ما يناهز 350 شابا وشابة لانجاز مشاريع ذاتية، كما تم بناء وتجهيز 29 وحدة للتعليم الأولي، مكنت من رفع نسبة ولوج الأطفال بالعالم القروي والاقتراب من تغطية 100 في المائة من تراب العمالة خلال السنة الجارية.

وأكد المنسق الجهوي لوكالة التنمية الاجتماعية، الحسين الحديوي، في تصريح مماثل، أن الاحتفال بالمبادرة وما حققته من انجازات ومكتسبات هو مناسبة لتسليط الضوء على حصيلة مهمة تستحق بالفعل التنويه من طرف كافة المتدخلين، وهي منجزات شملت البرامج الأربعة للمبادرة كما تعكس المبادئ الاجتماعية والاقتصادية المثلى التي وضعها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذه المبادرة الفريدة.

وأوضح أن المشاريع التي أنجزتها المبادرة بتنسيق مع شركائها، والتي تكللت بالنجاح والتميز، كان لها وقع خاص على الشباب والاجيال الصاعدة، وساهمت في انخراط الفئات الهشة في محيطها السوسيو-اقتصادي من الباب الواسع وتقوية قدرات الجمعيات والمؤسسات التي تشتغل في مجال الرعاية الاجتماعية في جانب الحكامة والتدبير، إضافة الى توفير التجهيزات وتأهيل البنيات من أجل تنزيل سليم للمشاريع وتحقق الادماج الاجتماعي.

بدورها، قالت الدكتورة الاحرش خلود، رئيسة جمعية أطباء الصحة العمومية بطنجة، أن الشراكة بين الجمعية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مجال النهوض بصحة الأم والطفل كانت “ناجحة ومفيدة”، ومكنت من تحسيس النساء، لاسيما بالمناطق القروية والأحياء الحضرية الناقصة التجهيز، بقضايا صحية واجتماعية، تمحورت بالأساس حول مراقبة الحمل والرضاعة الطبيعية والتغذية المتكاملة للأم والطفل، وقد أكسبت النساء المستهدفات معارف ومهارات من شأنها مساعدتهن على تبني سلوكات وتصرفات صحيحة تساعدهن على المحافظة على صحتهن.

واعتبرت آسية صبري، إحدى المستفيدات من برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مكنت العديد من الشباب من تحقيق أحلامهم وولوج عالم المقاولة، مشيرة الى أن أهمية المبادرة لا تبرز فقط على مستوى الدعم المادي، بل أيضا في توفير المعارف الاقتصادية وكيفية تدبير المقاولات ومواكبة الشباب لضمان شروط نجاحهم.

على هامش الحفل، أشرف والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة على توزيع دعم مالي على مجموعة من الشباب من المستفيدين من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بهدف مساعدتهم على إنشاء مقاولات خاصة أو وحدات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في قطاعات خدماتية وانتاجية مختلفة، من ضمنها الفلاحة وتنظيم الحفلات والتعليم الأولي والصناعة التقليدية وقطاع السمعي البصري والخياطة.

وبمنصة الشباب بحي كاستيا، نظم لقاء تواصلي مع حاملي المشاريع في إطار تفعيل محور دعم الحس المقاولاتي لدى الشباب، والذي يندرج ضمن برنامج تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب، وذلك بتأطير من قسم العمل الاجتماعي ووكالة التنمية الاجتماعية والمركز الجهوي للاستثمار و الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل.

وتم خلال هذا اللقاء تقديم محاور برنامج تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب ومنهجية تنزيل هذه المحاور، بالإضافة إلى منهجية عمل منصة الشباب الداعمة للشباب الباحث عن آفاق اقتصادية جديدة وولوج سوق الشغل .

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق