مجتمع

ضوء أحمر .. أوقفوا مسلسل “ضحايا العمل السري” !!

بقلم د.الشريف الرطيطبي

ماذا عسانا أن نقول أمام ضحايا حادثة تلاميذ “دوار النهير” بجماعة المجاعرة في إقليم وزان؟ هل يكفي أن نلقي المسؤولية على صاحب السيارة باعتباره صاحب “نقل سري” بعد الفاجعة وقد كان قبلها صاحب “نقل عادي” ؟ هل مثل هذه الحادثة لن تتكرر مستقبلا، ولن يكون هناك ضحايا على نفس الشاكلة؟ الله أعلم! فالحوادث تقع كل يوم لأسباب عديدة ومتنوعة، وهي تحصد ضحاياها يوميا بفعل القضاء والقدر.

لكن السؤال الآخر هو : هل عدم أخذ الحيطة والحذر له علاقة ما بالقضاء والقدر!؟

فما معنى أن تشتغل سيارة ما لنقل التلاميذ يوميا ولا علاقة لها بالنقل المدرسي؟ فصباغتها لا علاقة لها بصباغة سيارات النقل المدرسي التي تدل عليها وتنبه باقي السائقين! وبالتالي فهي وسيلة ومصدر رزق لصاحبها ليس إلا! ومن المرجح أن تكون حالتها الميكانيكية سببا في الحادث القاتل!

وهنا تطرح مسألةالجهات المكلفة بمراقبة هذا النوع من وسائل النقل. لقد أصبح من غير المقبول ترديد ما تقوله الأسطوانة المشروخة:” إنها سيارة للنقل السري”؟! وماذا بعد!؟ ومن سمح لها بذلك لتشتغل في واضحة النهار ؟ وهل يكفي البكاء والتأسف في كل مرة تقع فيها الكارثة؟

وفي الوقت الذي سمعنا عن شركة النقل المدرسي، وشاهدنا مراسيم تسليم مفاتيح سياراتها بالعالم القروي بإقليم وزان، فلماذا لا يزال هؤلاء التلاميذ الأبرياء يضطرون إلى استعمال عربات “النقل السري” والمخاطرة بحياتهم؟

وإذا كنا قد نتصور شعور أسر الضحايا المكلومين، فما لا يمكن تصوره هو شعور كل مسؤول ساهم- بطريقة أو أخرى- في قتل أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم ذهبوا ضحايا اللامبلاة والتقصير في تحمل المسؤولية!

فاللهم ارحم التلميذة الفقيدة “وردية العدالي” التي فارقت الحياة وهي في عمر الزهور، وارزق أهلها وذويها ومعارفها الصبر الجميل، واللهم شفاء عاجلا للمصابين.

واللهم أعد الروح إلى الضمائر الميتة لبعض المسؤولين الذين لن يحسوا بما تحس به أسر الضحايا، ماداموا لا يحاسبون، ومادام الضحايا ليسوا من فلذات أكبادهم !

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق