سياسة

المركز الجهوي للطب الحركي والترويض بتطوان … من الترويض إلى صناعة الأطراف

بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل بمدينة تطوان، تم عام 2014 افتتاح مركز جهوي للطب الحركي والترويض، أصبح يشكل وحدة علاجية مرجعية على المستويين الجهوي والوطني في مجال إعادة تأهيل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

وكان لملك محمد السادس قد أشرف على تدشين المركز في شهر أبريل من عام 2014 في إطار المشاريع الاجتماعية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المنجزة بشراكة مع وزارة الصحة، وذلك تأكيدا على العناية التي يوليها جلالته بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والقدرات المحدودة.

ويمتد المركز، الذي تطلب إنجازه استثمارا يفوق 10 ملايين درهم في إطار برنامج محاربة الهشاشة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على 3 طوابق بمساحة إجمالية تناهز 1500 مترا مربعا، ويضم قاعات علاجية وورشات لصناعة الأطراف التعويضية والتقويمية.

وأبرز مدير المركز، الدكتور فاروق هشام، أن هذه الوحدة الطبية تضم 6 تخصصات، تتمثل في الترويض الطبي، والعلاج النفساني- الحركي، وتقويم النطق، وتقويم البصر، وصناعة الاطراف، والمساعدة الاجتماعية.

واعتبر الدكتور فاروق، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المركز أصبح خلال السنوات الثلاث السالفة وحدة علاجية مرجعية في مجال الطب الحركي والترويض وصناعة الأطراف، حيث تمكن أطر المركز خلال مارس الماضي من صناعة الأطراف التعويضية العلوية، وهي المبادرة الأولى من نوعها على مستوى المراكز والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة.

وأضاف أن المركز خلال العام الماضي قدم أزيد من 41 ألف خدمة مقسمة على مختلف التخصصات السالفة الذكر، مبرزا أن المستفيدين يتوزعون على مختلف العمالات والأقاليم التابعة لجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، وفي بعض الأحيان من أقاليم أخرى مجاورة.

ويسعى المركز إلى دعم وتقوية قدرات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، لمساعدتهم على تجاوز الإعاقات التي تحول دون اندماجهم الفاعل في المجتمع، وتمكين الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من الاستفادة من خدمات تتلاءم مع وضعيتهم الخاصة، إلى جانب تيسير الولوج للخدمات الاجتماعية الأساسية، وضمان إدماجهم بكيفية ملموسة في النسيجين الاجتماعي والمهني.

من بين المستفيدين، محمد الباقي، رجل ستيني قادم من الجماعة القروية زومي بإقليم وزان، كان بصدد تركيب رجل صناعية جديدة ستساعده للمرة الأولى على المشي على قدمين، منذ بتر ساقه اليسرى بسبب مضاعفات داء السكري.

وأسر المستفيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المركز مكنه من الحصول على قدم صناعية مجانا، ستساعده على المشي في بلدته المتميزة بوعورة المسالك ومحدودية الخدمات الصحية وضعف مواكبة الأشخاص ذوي الاحتياجات، مضيفا “الآن صار بإمكاني المشي إلى المسجد أو لقضاء أغراضي دون حاجة إلى عكاز”.

وبالنظر إلى حجم المستفيدين من خدمات المركز، فقد تمكنت المنشأة من تقديم خدمات طبية ذات جودة، تتعلق بالترويض النفسي والحركي والفيزيائي والمائي، إلى جانب تمكينهم من الآلات التعويضية والتقويمية ومن إمكانية تقويم النطق والنظر.

وقد عبر عدد من المستفيدين أن المركز، بفضل تفاني الأطر الطبية العاملة، مكنتهم من اكتساب الآليات التي تسمح لهم بتعزيز ثقتهم في قدراتهم الذاتية، وهي من بين أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مجال رعاية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والرامية لتكوينهم وتأهيلهم من أجل بلوغ إدماج سوسيو- مهني أفضل، وإحداث بنيات خاصة مهمتها تقديم خدمات ذات طبيعة اجتماعية وتربوية وطبية نوعية لهذه الفئة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق