الضفة الأخرى

ملتقى بمدريد يسلط الضوء على فرص الاستثمار التي يتيحها المغرب للشركات الإسبانية

 سلط خبراء وفاعلون اقتصاديون ومستثمرون خلال لقاء نظمته سفارة المغرب بإسبانيا اليوم الثلاثاء بمدريد حول موضوع ” آفاق الوضع الاقتصادي بالمغرب ” على الإمكانيات والفرص التي يتيحها المغرب للمقاولات والشركات الإسبانية في مختلف القطاعات خاصة الحيوية منها .

وأكدت السيدة كريمة بنيعيش سفيرة المملكة بإسبانيا خلال هذا اللقاء الاقتصادي على الأهمية التي تكتسيها مثل هذه الملتقيات باعتبارها تساهم بشكل كبير في تنمية وتطوير شراكة قوية وتعاون مثمر بين المغرب وإسبانيا وتطوير المبادلات الثنائية بين المقاولات المغربية ونظيرتها الإسبانية .

وقالت إن المغرب وإسبانيا ” بلدان جاران وصديقان يرتبطان بعلاقات سياسية واقتصادية متينة وذلك بفضل الالتزام القوي للبلدين لدعم وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات ” مشيرة إلى أن الزيارة الرسمية التي قام بها إلى المغرب عاهلا البلدين الملك فليبي السادس والملكة ليتيسيا يومي 13 و 14 فبراير الماضي ساهمت بشكل كبير في تقوية هذه العلاقات كما توجت بالتوقيع على 11 اتفاقية تعاون ثنائي .

وأوضحت السيدة بنيعيش أن مثل هذه الآليات ومرتكزات التعاون تكتسي أهمية استراتيجية باعتبارها تروم إعطاء دفعة جديدة لعلاقات التعاون المغربية الإسبانية في المجالات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والثقافية كما تعكس عمق وجودة العلاقات الثنائية وكذا الإرادة التي تحدو صاحب الجلالة الملك محمد السادس والعاهل الإسباني الملك فليبي السادس لدعم وتعزيز الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد بين البلدين الجارين والصديقين .

وأشارت إلى أن الزيارة الرسمية لعاهلي إسبانيا إلى المغرب تميزت بعقد الاجتماع التأسيسي للمجلس الاقتصادي المغربي الإسباني الذي يتكون من حوالي ستين شركة ومقاولة من كلا البلدين مشيدة بإنشاء هذه الآلية الجديدة التي تهدف بشكل خاص إلى تسهيل الاستثمارات الثنائية وضمان الحضور المشترك في الأسواق الخارجية لاسيما في إفريقيا وأمريكا اللاتينية .

وأكدت في نفس السياق أن دول الحوض المتوسطي مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إقامة شراكة مبتكرة ومربحة للجميع تأخذ بعين الاعتبار التغيرات والتحولات الحالية وكذا التحديات المستقبلية مستعرضة المكتسبات والإنجازات التي حققتها المملكة عبر الإصلاحات الهيكلية والأوراش الكبرى التي أطلقتها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتي استهدفت جميعها تسريع وتيرة النمو الاقتصادي ودعم وتعزيز قدرته التنافسية على الساحة الدولية .

وقالت سفيرة المغرب بإسبانيا إن المغرب الشريك المتميز لإسبانيا يشكل منصة وبوابة نحو إفريقيا بالنسبة للشركات الإسبانية التي ترغب في تدويل أنشطتها وتعزيز حضورها في الأسواق الإفريقية بشكل عام وفي المغرب بشكل خاص مؤكدة أن المكانة الحالية التي تحتلها المملكة كوجهة مفضلة للاستثمار الأجنبي تستمد قوتها من الموقع الجغرافي الاستراتيجي للبلاد وكذا استقرارها السياسي والاجتماعي وبنياتها التحتية وكفاءة مواردها البشرية المؤهلة إلى جانب مرونة نظامها المالي والاقتصادي وترسانتها القانونية المتقدمة .

وأضافت أن المغرب تمكن من تعزيز حضوره الإفريقي تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس مشيرة إلى أن 42 في المائة من تدفقات الاستثمار المغربي في الخارج موجهة إلى إفريقيا مما أتاح للشركات والمقاولات المغربية من مراكمة خبرة كبيرة في العديد من القطاعات بما في ذلك قطاعات المالية والاتصالات والبناء والتجهيز والعقار وغيرها .

وأكدت أن العلاقات المتميزة التي تجمع بين المغرب والعديد من البلدان الإفريقية بإمكانها أن تشكل أرضية لتعاون مثمر بين الشركات المغربية ونظيرتها الإسبانية وبالتالي المساهمة في تنمية وتطوير اقتصاديات البلدان الإفريقية مضيفة أن المغرب وإسبانيا مدعوان إلى الاستفادة من جودة علاقاتهما ومن الفرص التي يوفرها الجانبان من أجل تطوير شراكتهما الاقتصادية إلى المستوى المطلوب خدمة للشعبين الشقيقين .

ومن جهته أكد إدواردو كوراس نائب المدير العام لبنك ( سباديل ) أن هذا الملتقى يروم بشكل خاص دعم وتشجيع الشركات الإسبانية في عمليات التدويل اتجاه السوق المغربية حتى تستفيد من الفرص والإمكانيات المتاحة التي توفرها المملكة .

وقال إن ” المغرب شريك استراتيجي لإسبانيا ويتوفر على إمكانيات ومؤهلات هائلة للنمو ” مشيرا إلى أن هذا اللقاء يشكل فرصة لتقريب الفاعلين الاقتصاديين والمهنيين الإسبان من فرص الاستثمار التي تتيحها المملكة وكذا الآليات الممكنة لتطوير الشراكات مع نظرائهم المغاربة ودعم وتعزيز حضورهم في السوق الإفريقية .

وتميز هذا الملتقى الذي نظم بشراكة مع برنامج ( إكسبورطار بور كريسير ) الذي تديره مجموعة من الوحدات الصناعية الإسبانية بتنظيم ثلاث موائد مستديرة تمحورت حول قضايا من قبيل ” التصدير من أجل تحقيق النمو .. حالة السوق المغربي ” و ” المغرب .. وجهة للاستثمارات ” و ” المغرب .. القدرة التنافسية والرؤية القارية ” أطرها خبراء ومسؤولون وفاعلون اقتصاديون ومهنيون من المغرب وإسبانيا .

وبعد مدريد ستتواصل هذه اللقاءات خلال الشهر الجاري بعدة مدن إسبانية منها فلانسيا وبرشلونة وإشبيلية وبلباو .

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق