مقالات الرأي

رسالة مفتوحة إلى أخنوش رئيس حزب الأحرار

عبد الله الجوط

 

تحية خالصة وبعد،

سيدي الرئيس نني مضطر من باب المسؤولية الاخلاقية ان اراسلكم اليوم لاوضح ان بعض المواطنين كانت لهم انتظارات كثيرة ومتعددة وربطوا احيانا امالا على حزبكم والاحزاب الاخرى لحل مشاكلهم او التقليل من حدتها على الاقل .

أما اليوم وبعد سنوات من الانتظار اصبحوا يشكون في كل شيء و ينتظرون الملموس في ميدان تشجيع روح المبادرة وخلق فرص الشغل عن طريق بلورة مشاريع لمحاربة الفقر في اطار السياسات العمومية الناجعة .

ان تلك الانتظارات الشعبية مشروعة وتعكس الرغبة الجماعية لبناء مجتمع متماسك . لكن نتفاجئ اليوم بممارسات غريبة عن التقاليد السياسية لم نعهدها من قبل من طرف التنظيمات السياسية المدنية التي تتبنى مشروع حداثي . وفي هذا المضمار نسجل باسف كبير ان الجماعات المسيرة من طرف حزبكم تقوم بحملة مكثة لتوزيع مواد غذائية على المواطنين في اغلبية مدن الشمال عن طريق جمعية مقربة من الحزب . انه الدرع الاحساني اذا جاز التعبير . يتم هذا بمنطق زابوني ومن اجل اهداف مفضوحة . نعتبر هذا التوزيع تراجع خطير في ميدان الممارسة السليمة للسياسة و فهم خاطئ او انحراف لدور الاحزاب السياسة المطلوب منها ابداع طرق جديدة للتضامن تحترم كرامة الناس .
اننا اليوم نستنكر منطق تحول مؤسسة الحزب الى وكالة موسمية للتوزيع المواد الغذائية وكاننا امام لاجئين دخلاء على الوطن يحتاجون الاغاثة وليس مواطنين محتاجين للمساعدة . وكمواطنين نرفض التطبيع مع منطق التسول كنموذج للوساطة في العلاقة بين المواطن والحزب كما رفضناه من قبل من طرف احزاب اخرى تمتهن التدليس والنفاق . ان ما يصاحب توزيع هذه المعونات من اهانة للمواطن المغلوب على امره يجعلنا نتسائل عن جدوى هذه الحملات الشعبوية .

نذكر اننا نريد حقوق اجتماعية ونرفض منطق الاحسان الموسمي الذي نشم منه رائحة الانتخابات ومن حقنا ان نستفيد من التضامن والمساندة لكن في اطار السياسات العمومية لمحاربة الفقر والاقصاء وبمقاربات واساليب جديدة تهتم بالمواطن وترفض التشهير .

نطالب اليوم بوضع حد لهذه التبرعات الغذائية الموسمية بمختلف التسميات من طرف الاحزاب ومن اراد مساعدة الساكنة عليه سن سياسات عمومية لاستجابة لحاجيات المواطنين . ان منطق توزيع القفة من طرف التنظيمات الموازية للاحزاب مهزلة جديدة في سلسلة المهازل السياسية في المغرب حاليا … توزيع المواد الغذائية لا يمكن ان يشكل سياسة عمومية ولا منهجية لمحاربة الفقر والاقصاء والهشاشة الاجتماعية .
وتقبلوا منا السيد الرئيس كل عبارات التقدير والاحترام ..

 

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق